لكل عصرٍ كتّابه وقرّاؤه، ولكل منظومة ثقافية أسس تعمل على نشر المعرفة والتنوير، من كتّابٍ وأدباء وشعراء ودور نشر ونقاد. إلا أن أي منظومة ثقافية لا تكتمل اليوم إلا بوجود الوكيل الأدبي، أو ما يسمى المحامي الأدبي أو الوكيل القانوني الأدبي، فمن هم هؤلاء الوكلاء وما وظيفة كلٍ منهم؟

من المعروف بدايةً أن أكثر المؤلفين الذين يتعاملون مع دور النشر لديهم وكلاءأدبيون، لكن ليس لديهم من يمثلهم عادةً من المحامين الأدبيين أو الوكلاء القانونيين الأدبيين أو من المحامين المختصين في قطاع الترفيه.

أما الوكلاء الأدبيون فهم مسؤولون بشكل رئيس عن تطوير وإدارة الحياة المهنية للكتّاب، حيث يتمثل عملهم في تقديم النّصح لعملائهم في مجالات كثيرة بما فيها إبرام العقود والقضايا القانونية الأخرى. إلا أن أكثر الوكلاء القانونيين ليسوا محامين أدبيين أو وكلاء قانونيين أدبيين. لذا، إذا احتاج المؤلف "استشارةً قانونية" فقد يضطر إلى دفع أتعاب لقاء خدمات المحامي الأدبي أو الوكيل القانوني الأدبي، بهدف دعم جهود وكيله الأدبي وزيادة إمكانياته. أي أن عمل المحامين الأدبيين أو الوكلاء القانونيين الأدبيين يتمتع بصبغة قانونية صرف، فهم لا يقدّمون النصح لعملائهم فيما يخص كتاباتهم، ولا يحاولون عقد صفقات للكتّاب لنشر كتبهم، إنما يقدمون المشورة بشأن المسائل القانونية، ويمثلون، في بعض الحالات،مصالح مؤلفيهم في التحكيم أو القضايا المعروضة أمام المحاكم أو أنواع أخرى من الحالات وإجراءات الدعوى. يُذكر أنه ما من فرقٍ كبير بين كلمتي "محام" و"وكيل قانوني"إنما تختلف التعريفات قليلاً حسب المكان،إلا أنها تتداخل كثيراً، لأن جميع الوكلاء القانونيين هم محامون أصلاً ولكن ليس كلُّ المحامين وكلاء قانونيين.

يقدم المحامون والوكلاء القانونيون المختصون في قطاع الترفيه خدماتهم للمؤلفين وغيرهم من أصحاب المواهب كالممثلين والممثلات بكفاءة مماثلة لعمل المحامين الأدبيين والوكلاء القانونيين الأدبيين. يكمن الفرق الرئيس في أن المحامين والوكلاء القانونيين المختصين في قطاع الترفيه لا يركزون على الكتّاب وحدهم، إذ يعرضون أحياناً أفكار المشاريع على شركات النشر واستوديوهات الأفلام وغيرها. لكن إذا كنتَ مؤلفاً يبحث عن نشر كتابه عند ناشر مرموق، فإن الوكيل الأدبي الذي ينحصر تركيزه على تطوير وإدارة الحياة المهنية للكتّاب، هو من سيتولى إنجاز هذه المهمة.

 

 

 مارك ماتالِستا

ترجمة: سوار قادرة                            

مقال عن موقع: Literary Agent Undercover