"ما يهم بالضرورة هو تقصي الأشياء على نحو غير عاطفي، وليس على نحو فكري فحسب، فلا يمكن للفِكر أن يحلّ أي مشكلة، إنما يمكنه ابتكار كثير من الأفكار والنظريات. ولا يمكن للعاطفة أن تبدد حتمية المشكلات التي يتعين على المرء مواجهتها وحلها. ما يهم بالضرورة -كما يتراءى لي- هو العقل القادر على الاستقصاء؛ ما يتطلب التحرر من وجهات النظر الشخصية بعقلٍ لا يسترشد بمزاج صاحبه ورغباته، ولا تفرض عليه الظروف شيئًا... أرى أن على المرء ألا ينظر إلى المشكلات بوصفها أفرادًا، بل كائنات بشرية، فالكائنات البشرية تحلّ محل الأفراد، والكائنات البشرية كلها تعاني العامل المشترك ذاته للحزن والفرح والتعاسة المقيمة واليأس والوحدة الهائلة للعصر الحديث وخواء الحياة المطلق في أنحاء العالم كله. إذا استطعنا عدّ هذه المشكلاتِ كائنات بشرية، فلعلنا نستطيع بذكاء واهتمام حلّ مشكلاتنا".

إنه ملخص كافٍ ووافٍ لخطابات كريشنامورتي ومناقشاته في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والهند ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا من عام 1933 إلى عام 1967. وُثّقت الأعمال المجمعة (The Collected Works) بدقة في ظل وجود أشرطة ونصوص أخرى. يتصدر كل غلاف صورة لكريشنامورتي وفهارس للأسئلة والمواضيع في آخر الكتاب. ولا يقتصر محتوى كل مجلد على موضوع العنوان، بل يعرض وجهة نظر فريدة لتعاليم كريشنامورتي الاستثنائية ضمن سنوات محددة. توفر الأعمال المجمعة للقارئ الفرصة لاستكشاف الكتابات والحوارات الأولى بأشكالها الأكثر اكتمالًا وأصالة.