يعرض هذا الكتاب فلسفة كريشنامورتي التربوية بصيغة سهلة الاستخدام وتستند إلى الموضوع. إنه دليل عملي ينبض بالحياة عند استخدامه مقدمة لبحث أو حوار جماعيين. إن ما يقدمه للمعلمين في كل مكان هو خلخلة كثيرٍ من الأمور المقلقة التي يواجهونها يوميًّا، فضلًا عن أن عجزنا عن الاستمرار بما كنا نفعله من خلال التعلم عن ظهر قلب والاستبيان وندرة التحليل بوصفه اللبنة الأساسية في التعليم، هو أمر واضح لأي شخص مهتم بالتعلّم والتعليم في عالم يشهد نموًّا متسارعًا في التكنولوجيا والعزلة واليأس. هذه هي القضايا التي يتناولها هذا الكتاب على نحو ضمني أحيانًا وعميق دائمًا.

ما يقترحه كريشنامورتي ويفصح عنه هنا، هو نهج تعلّم مختلف تمامًا، نهج يميز نفسه بشكل جذري عمّا نفهمه عادة بهذا المصطلح: أي تراكم المعرفة وتطبيقها واختبارها. ومن خلال تضييق نطاق فهمنا إلى ما هو براغماتي وقابل للقياس، فإننا نفقد فرصة سبر الأغوار العميقة وإيقاظ الذكاء في طلابنا وفي أنفسنا. ما يقصد بالذكاء في هذا السياق ليس القدرة على الحفظ والقياس، بل تلك القدرة الدقيقة على رؤية الكلّ الذي ينبض بالحياة داخل الإنسان عندما يرى حدود الأشياء التي يمكن قياسها، فإيقاظ الذكاء هو غاية التعليم.