تأملات عن النفس
تأملات عن النفس
وصفه الدالاي لاما بأنه "أحد أعظم مفكري العصر"، إنه جيدو كريشنامورتي الذي أثر في الملايين طوال القرن العشرين، بمن فيهم ألدوس هكسلي وبرتراند راسل وهنري ميلر وجوزيف كامبل. ولد كريشنامورتي لأبوين براهميين من الطبقة الوسطى عام 1895، وفي الرابعة عشرة من عمره، منحه المؤمنان بالطريقة الصوفية آني بيسانت وتشارلز ويبستر ليدبيتر صفة معلم عالمي مُنتظَر، وزعما أنه سيكون تقمصًا للمسيح في الغرب وبوذا في الشرق. لكنه نفى عام 1929 هذه الادعاءات وجاب العالم ناشرًا رؤاه الفلسفية، ومفتتحًا المدارس والمؤسسات.
ولأن كريشنامورتي لم يكن مهتمًا بتقديم النظريات، فإن فكره كان بعيدًا كل البعد عن الفلسفة الأكاديمية في التقليد التحليلي، ومع ذلك تظل أفكاره وثيقة الصلة بالنظريات الفلسفية المعاصرة وبأولئك المهتمين بفهم أنفسهم والعالم. ويُعدّ كريشنامورتي معلمًا وشخصًا نافذ البصيرة، أكثر من كونه منظرًا. لقد أدرك وجود بُنى نفسية مشوهة وكامنة تؤدي إلى انقسام في وعي الفرد بين "المراقِب" و"المراقَب".
كان كريشنامورتي يعتقد أنّ هذا الانقسام يشكّل مصدرًا قويًّا لنشوب صراع، سواء داخل الفرد أو خارجيًا للمجتمع ككل. كما قدم طريقة لتجاوز هذه البنى المؤذية من خلال إحداث تحول جذري في الوعي البشري. ويقدّم هذا الكتاب مجموعة من كتابات كريشنامورتي ومحاضراته حول الفرد وعلاقته بالمجتمع، ويبحث أهمية التساؤل ودور العواطف والعلاقة بين التجربة والذات، والتمييز بين المراقِب والمراقَب، وطبيعة الحرية، وأفكار فلسفية أخرى.